ألترويج التسويق

الترويج .

- يعتبر الترويج أحد عناصر المزيج التسويقى (Marketing Mix) وتنبع أهمية هذا العنصر من أنه الأداه الفعالة التى تستخدمها المؤسسات أيا كانت طبيعة نشاطها فى تحقيق عملية الاتصال مع البيئة الخارجية وما فيها من جماعات كالمستهلكين والمنافسين والجماعات والمؤسسات الأخرى. وبالتالى التعرف على ما يجرى فى تلك البيئة . ويتوقف نجاح ما تقدمه تلك المؤسسات من أفكار أو سلع أو خدمات على مدى فاعلية الاستراتيجيات الترويجية المطبقة .
فالترويج من هذا المنطلق ما هو الا الواجهة التى تهدف المؤسسة من خلالها الى ايصال ما لديها من سلع أو خدمات الى المستهلكين المستهدفين .
- فيتجاوز التسويق الحديث عن مجرد المناداة بتقديم منتجات على درجة من الجودة ، وتسعيرها على نحو يرضى المستهلكين وجعلها أكثر ملائمة لاحتياجاتهم . بمعنى أن الشركة مطالبة باعداد ونشر المعلومات عن منتجاتها فى اطار مواصفاتها وأسعارها ومدى ومدى ما يمكن أن تحققه من منفعة للسوق . وعليه يصبح حتما على الشركة أن توجه نشاطها بحيث تلعب دور رجل الاتصال Communicator والمروج فى نفس الوقت Promoter .
ومن ثم فان مسئولية الشركة تجاه الاتصال تمتد من مجرد تقديم المعلومات عن المنتجات الى عملائها الى تحقيق اتصال فعال لكل الأطراف التى تقع داخل المجتمع الذى تتواجد فيه المنظمة. وهذا يعنى بالضرورة أن الشركة ملزمة بمعرفة الكيفية التى تسوق بها نفسها الى مختلف المجموعات والاطراف بهدف كسب ثقتهم وتحسين سمعتها بينهم . وعليه فان الشركة التى تستطيع أن تكون سمعة طيبة تقوم على الثقة المتبادلة والمسئولية الاجتماعية بين جماهيرها المختلفة تصبح متفوقة على غيرها من الشركات الاخرى .
- ونتيجة لازدياد أهمية الترويج فى نجاح المنشآت أن تتطلب الأمر استخدام الأساليب العلمية الحديثة فى اختيار وتدريب وتحفيز رجال البيع ، وتصميم الاعلانات واختيار وسائل نشر الاعلانات المناسبة ، ناهيك عن استخدام أساليب متقدمة فى تحديد مخصصات الترويج وتقييم برامج الترويج . وبناء على ذلك فان المشكلة الأساسية لم تعد تتمثل فى جدوى الترويج من عدمه ولكنها تنصب على تحديد المبالغ التى ينبغى انفاقها على برامج الترويج المختلفة واختيار أفضل توليفة من أساليب الترويج المتاحة .
- ولا يفوتنا أن نؤكد على حقيقة هامة مؤداها أن جميع الجهود التسويقة يجب أن تتكامل فيما بينها ، فالمنتج الجيد الذى يفوق قدرات المشترى الشرائية فى السعر صعب البيع ، والمنتج المتميز الذى لا يتم توزيعه فى الوقت والمكان المناسبين لا يرى النور لأن منافعه أصبحت لا تناسب المشترى . ولا يقف الأمر عند هذا الحد فالعمل التسويقى لا يتم بمعزل عن أنشطة المنشأة الأخرى ، بل ان ادارات الانتاج والتمويل ، والأفراد ، والشراء ، والبحوث والتطوير . كل يعمل يدا بيد مع التسويق ، يؤثر ويتأثر ، وبالتالى لا تستطيع أن تحقق الكفاءة الا اذا تكاملت أيضا جهود تلك الادارات مجتمعة ، فمنتج ذو منافع لايهم المستهلك لا يباع ، وبالتالى فان تكامل الجهود يعنى وجود مجموعة من العلاقات الاعتمادية والتبادلية بين ادارة التسويق (بمكوناتها المختلفة ) بين باقى الادارات فى المنشأة .
- ونجد انه هناك مجموعة من التغيرات فى البيئة الترويجية حيث فى السنوات الحالية لقد شهدت تغيرات واقعية ( حقيقية ) فى الطريقة التى تسوق بها الشركات منتجاتها وخدماتها والتى تؤثر كلها فى قرارات الشركة الترويجية . ومن التغيرات الأكثر أهمية هى ما يلى :
1- استهداف أقسام ( أجزاء ) أصغر وأصغر من السوق تتضمن مستهلكين فرديين .
2- النمو فى وسائل الاعلام ( النشر ) الغير تجارية .
3- زيادة المنافسة التى تواجهها الشركات لتصبح أكثر ادراكا ( وعيا ) للسعر .
4- التحرك فى القوة من رجال التصنيع الى رجال البيع بالتجزئة .
- والاتجاهات المذكورة سابقا لا تؤثر فقط على دور الترويج فى المزيج التسويقى ولكن على الأوزان المعطاه لمكونات الترويج المختلفة وعلى حجم الموازنة الترويجية . بالاضافة ، الى أن تلك الاتجاهات تسبب أن تلاحظ الشركات بشكل متزايد الحاجة لتطوير برنامج اتصالات تسويقية متكاملة .
- ونجد أن الترويج يتغلب على مشكلة جهل المستهلك بالمعلومات اللازمة للقيام باشراء بتقديم المعلومات عن الشركة ، السلعة ، العلامة التجارية ، الأسعار ، وفرة السلعة ، استخدمات السلعة. كما يتغلب الترويج على تراخى المستهلك فى الشراء باغرائه وخلق حالة نفسية معينة يتقبل المستهلك بمقتضاها ما يقدم اليه وبمعنى آخر إغراء المستهلك أن يتصرف بطريقة معينة يرضى عنها البائع .
ومنذ عام 1970 أصبح الاتصال جزءا أو عنصرا من عناصر إستراتيجية التسويق ، وكل العناصر الحيوية للمزيج التسويقي قد تساعد أو تعوق جهود الاتصال وبالتالي جهود البيع .