تحليل وتفسير وقراءة الخريطة
صفحة 1 من اصل 1
تحليل وتفسير وقراءة الخريطة
تحليل الخريطة :
يعرفها تشارلز جالواى Charles Galloway بأنها القدرة على تجزئة المعلومات الجغرافية الممثلة على الخريطة إلى أجزائها المكونة ؛ لتحديد العلاقة بين هذه المعلومات ، ثم تنظيم هذه المعلومات فى كليات جديدة ، ويتطلب ذلك قدرة على التنظيم والترتيب المنسق الذى يكفل تماسك المعلومات واتصالها ، وعقد المقارنات سواء بين الظاهرات والمعلومات الممثلة على خريطة واحدة أو عقد هذه المقارنات بين خريطتين . وتتطلب هذه المهارة التمكن من مهارة قراءة الخريطة ، حيث يصعب تحليل الخريطة دون الإلمام بلغتها إلماماً تاماً .
وتتكون مهارة تحليل الخريطة من المهارات الفرعية الآتية :
1 – تحليل عناصر الدرس من خلال الخريطة : وهذا يعنى تحديد محتوى الدرس من حقائق ومفاهيم ومهارات وغيرها ، وتحديد العناصر التى يتركب منها محتوى الدرس واختيار أى منها للبدء به .
2 – تحيد مواقع الظاهرات الجغرافية ، سواء باستخدام خطوط الطول أو دوائر العرض أو هما معاً ، أو باستخدام شبكة الإحداثيات ، وهى صورة بديلة لخطوط الطول ودوائر العرض ، أى تحل محلها على المستوى الإقليمى ، وهى ضرورية فى الخرائط التفصيلية والمحلية التى لا يظهر الفرق بين أماكنها واضحاً إذا اعتمدنا على خطوط الطول ودوائر العرض .
3 – وصف الظاهرات الجغرافية : ويقصد بها القـدرة على التعبير الذاتى عن الظاهرات الممثلة ، أى تحويل المعلومات الممثلة على الخريطة من صورتها الرمزية إلى صورة لفظية شفوياً أو تحريرياً .
4 – توضيح العلاقات بين الظاهرات الجغرافية : ويقصد بها القدرة على تفهم طبيعة كل ظاهرة ممثلة على الخريطة ، ومعرفة أبعادها حتى يمكن معرفة العلاقات بين الظاهرات، ومدى التأثير والتأثر بينها . مثل إدراك العلاقة بين المناخ والنبات الطبيعى ، أو بين توزيع السكان والسطح فى منطقة ما وعلاقات التأثير والتأثر بينهما .
5 – عقد المقارنات بين الظاهرات الجغرافية : ويقصد بها القدرة على معرفة ما إذا كان هناك تطابقاً أو تشابهاً أو اختلافاً أو لا علاقة بين الظاهرات موضع المقارنة ، سواء أكان ذلك على خريطة واحدة أو على خريطتين ، أو مقارنة الظاهرات الممثلة على الخريطة مع المعلومات السابقة . ومن خلال ذلك يمكن الخروج بتعميم ما ثم تطبيقه على ظاهرات مختلفة على الخريطة.
6 – استقراء مفاهيم وتعميمات عن الظاهرة الجغرافية :توضح الخريطة الكثير من المفاهيم الجغرافية مثل الموقع ، والمكان ، والعلاقات المكانية ، والتفاعل البشرى ، والإقليم .
تفسير الخريطة :
ويقصد بها القدرة على تفسير توزيع الظاهرات الممثلة على الخريطة كأن يقدم السبب أو الأسباب المسئولة عن توزيع ظاهرة ما بالصورة التى هى عليها ، كذلك تفسير العلاقات الموجودة بين الظاهرات ـ أى إدراك العلاقة بين الظاهرة والعوامل المسئولة عنها . ويتطلب ذلك التعامل مع المحتوى كوحدة كلية من المعانى والأفكار ، كما يتطلب القدرة على التلخيص والتعميم . ففى مهارة التحليل يتم تحليل المعلومات إلى عناصرها الرئيسة ، أما التفسير فيتطلب قدرة على فهم المعنى العام للمعلومات التى تتضمنها الظاهرات الممثلة على الخريطة؛ لذا تعتمد هذه المهارة على مهارتى قراءة الخريطة وتحليلها .
وتتكون مهارة تفسير الخريطة من المهارتين الآتيتين :
1 – تفسير توزيع الظاهرات الجغرافية : وهنا يبين المعلم السبب فى توزيع مختلف الظاهرات التى تحتويها الخريطة ، بمعنى أنه يركز على توضيح العوامل المسئولة عن وجود الظاهرة أو مدى تركزها وانتشارها فى مكان واختفائها فى مكان آخر رغم توافر الظروف التى تهيئ وجودها.
2 – تفسير العلاقات بين الظاهرات الجغرافية : وهنا يأتى المعلم بالأسباب التى تعد مسئولة عن وجود ترابط أو عدم ترابط بين ظاهرتين أو أكثر ، كأن تكون علاقة سبب أو علاقة نتيجة مستخدماً فى ذلك الخريطة .
رابعاً ـ مهارة الاستنتاج من الخريطة :
ويقصد بها قدرة المعلم على ترجمة المعلومات الممثلة على الخريطة وتفسيرها، بالإضافة إلى القدرة على الخروج ببعض النتائج الخاصة بالمنطقة التى تمثلها الخريطة ، سواء كانت هذه النتائج قائمة فعلاً ، أى استنتاجات قائمة أو استنتاجات حدثت فى الماضى أو استنتاجات مستقبلية يتنبأ المعلم بإمكانية تواجدها .ومثال ذلك أن يستنتج المعلم أوجه النشاط البشرى للسكان من دراسة الخرائط الطبيعية ؛ لذا تعتمد هذه المهارة على القدرة على قراءة الخريطة وتحليلها وتفسيرها وعلى المعلومات الجغرافية السابقة ، حتى يمكن رسم النتائج المترتبة على الظاهرات الممثلة على الخريطة .
ـ الخريطة ومناهج الجغرافيا :
تعد الخريطة وثيقة الصلة بمختلف عناصر المنهج من أهـداف ومحتوى وطرق تدريـس، وأنشطة تعليمية ، وأساليب تقويم ، ولذلك فعلاقتها بالمنهج أكيدة ووثيقة ؛ حيث يوجه من يتصدون لبناء المنهج اهتمامهم أساساً إلى الأهداف باعتبارها أساس عملية التعلم ، ويصنفون هذه الأهداف إلى أهداف معرفية ووجدانية ، وأهداف مهارية ، وفى سعيهم لتحقيق هذه المجالات الثلاثة للأهداف فى مناهجهم إنما يسعون إلى تنمية النمو الشامل والمتكامل للتلميذ ، من خلال دراسة التلميذ لهذا المنهج ، وهذا الأمر يتطلب بالضرورة استخدام الخرائط كوسيلة تعليمية فى مجال تدريس الجغرافيا ، وهم فى ذلك يسعون إلى تنمية مهارات عديدة لدى التلاميذ مثل : قراءة الخريطة وتحليلها وتفسيرها ؛ بغية الخروج من هذه القراءة والتحليل بمفاهيم وتعميمات جغرافية ؛ مما يؤدى إلى تمكن التلاميذ والطلاب من التنبؤ بالأنشطة البشرية لسكان المنطقة ، التى توضحها الخريطة ، ويصبح دور المعلم هنا هو استعمال الخرائط التى تساعده على تحقيق أهداف درسه .
بالإضافة إلى الأهداف هذه.. لابد أن تكون هناك علاقة بين منهج الجغرافيا ، الذى يترجم فى الكتاب المدرسى للجغرافيا ، والخرائط الموجودة فى هذا الكتاب ، التى يستخدمها المعلم والتلاميذ فى عمليتى التعليم والتعلم ؛ لأن الخرائط الموجودة فى الكتاب المدرسى تساهم مساهمة فعالة فى توضيح وتفسير المادة الجغرافية الموجودة بالكتاب .
كما أن اختيار المعلم للخريطة أثناء تدريسه إنما يعنى أن المعلم باستخدام هذه الخريطة بالذات إنما يحاول تحقيق هدف درسه ونقل المحتوى ، الذى يريد توصيله إلى تلاميذه لاستخدام هذه الخريطة بالذات ، سواء استخدم المعلم طريقة تدريس إلقائية ، أو مناقشة ، أو من خلال زيارة ميدانية …إلخ ؛ فالمعلم هنا يحتاج إلى خريطة تيسر له تدريسه وتحقق أهداف درسه.
ويمكن للمعلم أن يوجه تلاميذه للقيام بأنشطة تتعلق بدراسة مادة الجغرافيا ، وتدريبها على رسم الخرائط مبتدئين برسوم تخطيطية أو رسم خريطة للبيئة المحلية أو رسم خرائط متصلة بالمنهج ، وتوزيع الظاهرات الطبيعية والبشرية عليها وبما يتفق والمقرر الدراسى الذى يدرسونه.
كما أن المعلم يستخدم الخريطة فى عملية التقويم ، حيث يستخدم المعلم مجموعة من الخرائط الصماء ، ويطلب من التلاميذ توزيع ظاهرات معينة عليها ؛ ليتأكد من فهمهم وتمكنهم من دروسهم وإتقانهم لها .
قراءة الخريطة :
تعرفها فارعة حسن بأنها " تحديد موضوع الخريطة وتحديد الاتجاه والموقع على الخريطة، واستخدام دليل الخريطة فى ترجمة رموزها ، واستخدام مقياس الرسم ، وتحديد إمكانية الرؤية .
وتتكون هذه المهارة من المهارات الفرعية الآتية :
1 – قراءة عنوان الخريطة : تبدأ قراءة الخريطة بملاحظة عنوانها أو اسمها ، فالعنوان يخبر القارئ بمحتوى الخريطة ، ومثال ذلك الوحدات السياسية فى أفريقيا أو المتوسط السنوى للأمطار ، والعنوان جزء مهم وبالتالى فالتمهيد للتدريس يقضى تعرف مضمون الخريطة الأمر الذى يوضح للتلاميذ علاقة الخريطة بالدرس .
2 – تحديد الاتجاهات الأصلية والفرعية : هناك أربعة اتجاهات رئيسية : الشمال والجنوب والشرق والغرب .وعندما تسير فى اتجاه الشمال فإنك تسير فى اتجاه القطب الشمالى ، ويكون الشرق على يمينك والغرب على يسارك ، وعندما تسير فى اتجاه الجنوب فإنك تسير فى اتجاه القطب الجنوبى ، وعادة يكون الشمال تجاه الحافة العليا من الخريطة ، ولكن هذا الحال ليس هو الحال دائماً . فالشمال قد يكون لأعلى ، أو لأسفل ، أو فى أى من جانبى الخريطة اعتماداً على الطريقة التى رسمت بها الخريطة .
وبالطبع ليست الأماكن كلها شمالاً أو جنوباً أو شرقاً أو غرباً ، فقد تقع أماكن بين هذه الاتجاهات الأصلية ، وتعرف بالاتجاهات الفرعية " الوسيطة ". فالشمال الشرقى هو منتصف المسافة تقريباً بين الشمال والشرق ، والجنوب الشرقى فى منتصف المسافة بين الجنوب والشرق، والشمال الغربى فى منتصف المسافة بين الشمال والغرب ، والجنوب الغربى فى منتصف المسافة بين الجنوب والغرب .
3 – استخدام خطوط الطول ودوائر العرض :خطوط الطول هى أنصاف دوائر تمتد شمالاً وجنوباً على الكرة الأرضية ، وعن طريقها يتحدد بُعـد المكان شرقاً أو غرباً من خـط الطـول الرئيسى" جرينتش " . أما دوائر العرض فهى دوائر موازية لخط الاستواء . ولابد للمعلم أن يعرف هذه الخطوط والدوائر ، ويستخدمها فى تحديد المواقع سواء إلى الشرق أو الغرب من خط جرينتش ،أو إلى الشمال أو الجنوب من خط الاستواء . وتستخدم خطوط الطول فى حساب الفرق الزمنى بين مكان وآخر ، حيث إن الزمن يزداد بمعدل أربع دقائق بين كل خط طول وآخر بالاتجاه شرقاً .ويستخدم دوائر العرض فى الاستلال على النطاقات المناخية ، حيث تستخدم دوائر العرض فى تقسيم العالم إلى ثلاثة نطاقات مناخية كبرى وهى: نطاق العروض الدنيا الذى يقع بين خط الاستواء ودائرة عرض,23.5 شمالاً وجنوباً ، ونطاق العروض الوسطى أو المعتدلة الذى يقع بين دائرتى عرض 23.5 ، 66.5 شمالاً وجنوباً ، ونطاق العروض العليا الذى يقع بين دائرتى عرض 66.5 والقطبين.
4 – استخدام مقياس الرسم : مقياس الرسم هو النسبة أو العلاقة الثابتة بين الأبعاد الخطية بين نقطتين على الخريطة ، وما تمثله هذه الأبعاد بين نفس النقطتين على الطبيعة . ويستخدم مقياس الرسم فى قياس المسافة بين نقطتين على الخريطة لمعرفة المسافة الحقيقية على الطبيعة ، كما يستخدم فى حساب المساحات على الخريطة لمعرفة المساحة الحقيقية التى تمثلها الخريطة .
5 - استخدام دليل الرموز( مفتاح الخريطة ) : الخريطة تمثيل رمزى لسطح الأرض أو جزء منه ؛ لذا فهى تحتاج فى قراءتها إلى ترجمة ما تحتويه من رموز عن طريق دليل الخريطة ، وبعض هذه الرموز يمثل أشياء موجودة على الطبيعة كالأنهار والجبال ، وبعضها لا يوجد له ما يمثله على الطبيعة كالحدود السياسية وخطوط التساوى ، والدليل أمر لازم فى الخرائط لأنه يشرح ما تعنيه الرموز المختلفة والمستخدمة فى الخريطة .
يعرفها تشارلز جالواى Charles Galloway بأنها القدرة على تجزئة المعلومات الجغرافية الممثلة على الخريطة إلى أجزائها المكونة ؛ لتحديد العلاقة بين هذه المعلومات ، ثم تنظيم هذه المعلومات فى كليات جديدة ، ويتطلب ذلك قدرة على التنظيم والترتيب المنسق الذى يكفل تماسك المعلومات واتصالها ، وعقد المقارنات سواء بين الظاهرات والمعلومات الممثلة على خريطة واحدة أو عقد هذه المقارنات بين خريطتين . وتتطلب هذه المهارة التمكن من مهارة قراءة الخريطة ، حيث يصعب تحليل الخريطة دون الإلمام بلغتها إلماماً تاماً .
وتتكون مهارة تحليل الخريطة من المهارات الفرعية الآتية :
1 – تحليل عناصر الدرس من خلال الخريطة : وهذا يعنى تحديد محتوى الدرس من حقائق ومفاهيم ومهارات وغيرها ، وتحديد العناصر التى يتركب منها محتوى الدرس واختيار أى منها للبدء به .
2 – تحيد مواقع الظاهرات الجغرافية ، سواء باستخدام خطوط الطول أو دوائر العرض أو هما معاً ، أو باستخدام شبكة الإحداثيات ، وهى صورة بديلة لخطوط الطول ودوائر العرض ، أى تحل محلها على المستوى الإقليمى ، وهى ضرورية فى الخرائط التفصيلية والمحلية التى لا يظهر الفرق بين أماكنها واضحاً إذا اعتمدنا على خطوط الطول ودوائر العرض .
3 – وصف الظاهرات الجغرافية : ويقصد بها القـدرة على التعبير الذاتى عن الظاهرات الممثلة ، أى تحويل المعلومات الممثلة على الخريطة من صورتها الرمزية إلى صورة لفظية شفوياً أو تحريرياً .
4 – توضيح العلاقات بين الظاهرات الجغرافية : ويقصد بها القدرة على تفهم طبيعة كل ظاهرة ممثلة على الخريطة ، ومعرفة أبعادها حتى يمكن معرفة العلاقات بين الظاهرات، ومدى التأثير والتأثر بينها . مثل إدراك العلاقة بين المناخ والنبات الطبيعى ، أو بين توزيع السكان والسطح فى منطقة ما وعلاقات التأثير والتأثر بينهما .
5 – عقد المقارنات بين الظاهرات الجغرافية : ويقصد بها القدرة على معرفة ما إذا كان هناك تطابقاً أو تشابهاً أو اختلافاً أو لا علاقة بين الظاهرات موضع المقارنة ، سواء أكان ذلك على خريطة واحدة أو على خريطتين ، أو مقارنة الظاهرات الممثلة على الخريطة مع المعلومات السابقة . ومن خلال ذلك يمكن الخروج بتعميم ما ثم تطبيقه على ظاهرات مختلفة على الخريطة.
6 – استقراء مفاهيم وتعميمات عن الظاهرة الجغرافية :توضح الخريطة الكثير من المفاهيم الجغرافية مثل الموقع ، والمكان ، والعلاقات المكانية ، والتفاعل البشرى ، والإقليم .
تفسير الخريطة :
ويقصد بها القدرة على تفسير توزيع الظاهرات الممثلة على الخريطة كأن يقدم السبب أو الأسباب المسئولة عن توزيع ظاهرة ما بالصورة التى هى عليها ، كذلك تفسير العلاقات الموجودة بين الظاهرات ـ أى إدراك العلاقة بين الظاهرة والعوامل المسئولة عنها . ويتطلب ذلك التعامل مع المحتوى كوحدة كلية من المعانى والأفكار ، كما يتطلب القدرة على التلخيص والتعميم . ففى مهارة التحليل يتم تحليل المعلومات إلى عناصرها الرئيسة ، أما التفسير فيتطلب قدرة على فهم المعنى العام للمعلومات التى تتضمنها الظاهرات الممثلة على الخريطة؛ لذا تعتمد هذه المهارة على مهارتى قراءة الخريطة وتحليلها .
وتتكون مهارة تفسير الخريطة من المهارتين الآتيتين :
1 – تفسير توزيع الظاهرات الجغرافية : وهنا يبين المعلم السبب فى توزيع مختلف الظاهرات التى تحتويها الخريطة ، بمعنى أنه يركز على توضيح العوامل المسئولة عن وجود الظاهرة أو مدى تركزها وانتشارها فى مكان واختفائها فى مكان آخر رغم توافر الظروف التى تهيئ وجودها.
2 – تفسير العلاقات بين الظاهرات الجغرافية : وهنا يأتى المعلم بالأسباب التى تعد مسئولة عن وجود ترابط أو عدم ترابط بين ظاهرتين أو أكثر ، كأن تكون علاقة سبب أو علاقة نتيجة مستخدماً فى ذلك الخريطة .
رابعاً ـ مهارة الاستنتاج من الخريطة :
ويقصد بها قدرة المعلم على ترجمة المعلومات الممثلة على الخريطة وتفسيرها، بالإضافة إلى القدرة على الخروج ببعض النتائج الخاصة بالمنطقة التى تمثلها الخريطة ، سواء كانت هذه النتائج قائمة فعلاً ، أى استنتاجات قائمة أو استنتاجات حدثت فى الماضى أو استنتاجات مستقبلية يتنبأ المعلم بإمكانية تواجدها .ومثال ذلك أن يستنتج المعلم أوجه النشاط البشرى للسكان من دراسة الخرائط الطبيعية ؛ لذا تعتمد هذه المهارة على القدرة على قراءة الخريطة وتحليلها وتفسيرها وعلى المعلومات الجغرافية السابقة ، حتى يمكن رسم النتائج المترتبة على الظاهرات الممثلة على الخريطة .
ـ الخريطة ومناهج الجغرافيا :
تعد الخريطة وثيقة الصلة بمختلف عناصر المنهج من أهـداف ومحتوى وطرق تدريـس، وأنشطة تعليمية ، وأساليب تقويم ، ولذلك فعلاقتها بالمنهج أكيدة ووثيقة ؛ حيث يوجه من يتصدون لبناء المنهج اهتمامهم أساساً إلى الأهداف باعتبارها أساس عملية التعلم ، ويصنفون هذه الأهداف إلى أهداف معرفية ووجدانية ، وأهداف مهارية ، وفى سعيهم لتحقيق هذه المجالات الثلاثة للأهداف فى مناهجهم إنما يسعون إلى تنمية النمو الشامل والمتكامل للتلميذ ، من خلال دراسة التلميذ لهذا المنهج ، وهذا الأمر يتطلب بالضرورة استخدام الخرائط كوسيلة تعليمية فى مجال تدريس الجغرافيا ، وهم فى ذلك يسعون إلى تنمية مهارات عديدة لدى التلاميذ مثل : قراءة الخريطة وتحليلها وتفسيرها ؛ بغية الخروج من هذه القراءة والتحليل بمفاهيم وتعميمات جغرافية ؛ مما يؤدى إلى تمكن التلاميذ والطلاب من التنبؤ بالأنشطة البشرية لسكان المنطقة ، التى توضحها الخريطة ، ويصبح دور المعلم هنا هو استعمال الخرائط التى تساعده على تحقيق أهداف درسه .
بالإضافة إلى الأهداف هذه.. لابد أن تكون هناك علاقة بين منهج الجغرافيا ، الذى يترجم فى الكتاب المدرسى للجغرافيا ، والخرائط الموجودة فى هذا الكتاب ، التى يستخدمها المعلم والتلاميذ فى عمليتى التعليم والتعلم ؛ لأن الخرائط الموجودة فى الكتاب المدرسى تساهم مساهمة فعالة فى توضيح وتفسير المادة الجغرافية الموجودة بالكتاب .
كما أن اختيار المعلم للخريطة أثناء تدريسه إنما يعنى أن المعلم باستخدام هذه الخريطة بالذات إنما يحاول تحقيق هدف درسه ونقل المحتوى ، الذى يريد توصيله إلى تلاميذه لاستخدام هذه الخريطة بالذات ، سواء استخدم المعلم طريقة تدريس إلقائية ، أو مناقشة ، أو من خلال زيارة ميدانية …إلخ ؛ فالمعلم هنا يحتاج إلى خريطة تيسر له تدريسه وتحقق أهداف درسه.
ويمكن للمعلم أن يوجه تلاميذه للقيام بأنشطة تتعلق بدراسة مادة الجغرافيا ، وتدريبها على رسم الخرائط مبتدئين برسوم تخطيطية أو رسم خريطة للبيئة المحلية أو رسم خرائط متصلة بالمنهج ، وتوزيع الظاهرات الطبيعية والبشرية عليها وبما يتفق والمقرر الدراسى الذى يدرسونه.
كما أن المعلم يستخدم الخريطة فى عملية التقويم ، حيث يستخدم المعلم مجموعة من الخرائط الصماء ، ويطلب من التلاميذ توزيع ظاهرات معينة عليها ؛ ليتأكد من فهمهم وتمكنهم من دروسهم وإتقانهم لها .
قراءة الخريطة :
تعرفها فارعة حسن بأنها " تحديد موضوع الخريطة وتحديد الاتجاه والموقع على الخريطة، واستخدام دليل الخريطة فى ترجمة رموزها ، واستخدام مقياس الرسم ، وتحديد إمكانية الرؤية .
وتتكون هذه المهارة من المهارات الفرعية الآتية :
1 – قراءة عنوان الخريطة : تبدأ قراءة الخريطة بملاحظة عنوانها أو اسمها ، فالعنوان يخبر القارئ بمحتوى الخريطة ، ومثال ذلك الوحدات السياسية فى أفريقيا أو المتوسط السنوى للأمطار ، والعنوان جزء مهم وبالتالى فالتمهيد للتدريس يقضى تعرف مضمون الخريطة الأمر الذى يوضح للتلاميذ علاقة الخريطة بالدرس .
2 – تحديد الاتجاهات الأصلية والفرعية : هناك أربعة اتجاهات رئيسية : الشمال والجنوب والشرق والغرب .وعندما تسير فى اتجاه الشمال فإنك تسير فى اتجاه القطب الشمالى ، ويكون الشرق على يمينك والغرب على يسارك ، وعندما تسير فى اتجاه الجنوب فإنك تسير فى اتجاه القطب الجنوبى ، وعادة يكون الشمال تجاه الحافة العليا من الخريطة ، ولكن هذا الحال ليس هو الحال دائماً . فالشمال قد يكون لأعلى ، أو لأسفل ، أو فى أى من جانبى الخريطة اعتماداً على الطريقة التى رسمت بها الخريطة .
وبالطبع ليست الأماكن كلها شمالاً أو جنوباً أو شرقاً أو غرباً ، فقد تقع أماكن بين هذه الاتجاهات الأصلية ، وتعرف بالاتجاهات الفرعية " الوسيطة ". فالشمال الشرقى هو منتصف المسافة تقريباً بين الشمال والشرق ، والجنوب الشرقى فى منتصف المسافة بين الجنوب والشرق، والشمال الغربى فى منتصف المسافة بين الشمال والغرب ، والجنوب الغربى فى منتصف المسافة بين الجنوب والغرب .
3 – استخدام خطوط الطول ودوائر العرض :خطوط الطول هى أنصاف دوائر تمتد شمالاً وجنوباً على الكرة الأرضية ، وعن طريقها يتحدد بُعـد المكان شرقاً أو غرباً من خـط الطـول الرئيسى" جرينتش " . أما دوائر العرض فهى دوائر موازية لخط الاستواء . ولابد للمعلم أن يعرف هذه الخطوط والدوائر ، ويستخدمها فى تحديد المواقع سواء إلى الشرق أو الغرب من خط جرينتش ،أو إلى الشمال أو الجنوب من خط الاستواء . وتستخدم خطوط الطول فى حساب الفرق الزمنى بين مكان وآخر ، حيث إن الزمن يزداد بمعدل أربع دقائق بين كل خط طول وآخر بالاتجاه شرقاً .ويستخدم دوائر العرض فى الاستلال على النطاقات المناخية ، حيث تستخدم دوائر العرض فى تقسيم العالم إلى ثلاثة نطاقات مناخية كبرى وهى: نطاق العروض الدنيا الذى يقع بين خط الاستواء ودائرة عرض,23.5 شمالاً وجنوباً ، ونطاق العروض الوسطى أو المعتدلة الذى يقع بين دائرتى عرض 23.5 ، 66.5 شمالاً وجنوباً ، ونطاق العروض العليا الذى يقع بين دائرتى عرض 66.5 والقطبين.
4 – استخدام مقياس الرسم : مقياس الرسم هو النسبة أو العلاقة الثابتة بين الأبعاد الخطية بين نقطتين على الخريطة ، وما تمثله هذه الأبعاد بين نفس النقطتين على الطبيعة . ويستخدم مقياس الرسم فى قياس المسافة بين نقطتين على الخريطة لمعرفة المسافة الحقيقية على الطبيعة ، كما يستخدم فى حساب المساحات على الخريطة لمعرفة المساحة الحقيقية التى تمثلها الخريطة .
5 - استخدام دليل الرموز( مفتاح الخريطة ) : الخريطة تمثيل رمزى لسطح الأرض أو جزء منه ؛ لذا فهى تحتاج فى قراءتها إلى ترجمة ما تحتويه من رموز عن طريق دليل الخريطة ، وبعض هذه الرموز يمثل أشياء موجودة على الطبيعة كالأنهار والجبال ، وبعضها لا يوجد له ما يمثله على الطبيعة كالحدود السياسية وخطوط التساوى ، والدليل أمر لازم فى الخرائط لأنه يشرح ما تعنيه الرموز المختلفة والمستخدمة فى الخريطة .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى